فرقة "أبو الهيثم" تقدم مسرحيها "الموسيقيون الأربعة"
بني ملال – الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
في أمسية ثقافية مميزة استضافها المركز الثقافي لمدينة بني ملال، قدمت فرقة "أبو الهيثم" عرضها المسرحي الأول لمسرحية الأطفال "الموسيقيون الأربعة". جرى العرض بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبالتعاون مع المجلس الإقليمي ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، ويأتي في إطار برنامج دعم الإنتاج والترويج
مسرحية بلمسة مغربية وقيم عالمية
استلهمت مسرحية "الموسيقيون الأربعة" أحداثها من القصة الكلاسيكية "عازفو مدينة بريم" للأخوين غريم، لكن الفرقة أضفت عليها لمسة مغربية تتماشى مع الهوية الثقافية الوطنية. تدور القصة حول أربعة حيوانات، هي الحمار والكلب والقط والديك، هجرتها أصحابها لكنها رفضت الاستسلام، وقررت الانطلاق في مغامرة جماعية لتأسيس فرقة موسيقية خاصة بها. تعكس المسرحية قيمًا إنسانية سامية مثل الصداقة، وقوة الإرادة، والتعاون، وهي موجهة للأطفال بطريقة تتناسب مع اهتماماتهم.
تجربة مسرحية بصرية وموسيقية تخطف الأنفاس
نجح مخرج العمل، الدكتور إبراهيم الهنائي، في تجسيد هذه القيم من خلال أداءٍ مسرحيٍ تفاعلي أسَر الحضور، لا سيما الأطفال الذين تفاعلوا مع أحداث الحكاية بشكل كبير، مما خلق أجواءً مفعمة بالضحك والتشويق. وقد أبدع طاقم المسرحية عبر تصميم سينوغرافيا مشوقة وأقنعة بديعة أضفت طابعًا احتفاليًا على العرض، مما جعل الأطفال يعيشون لحظاتٍ غنية بالمرح والإثارة.
دعم وطني يُشجّع على إحياء الثقافة المسرحية
تأمل فرقة "أبو الهيثم" أن يكون هذا العرض بداية لسلسلة من العروض المسرحية الهادفة التي تستهدف جمهور الأطفال والشباب في مختلف مدن المملكة، بهدف تعزيز الهوية الثقافية المغربية وإثراء التفاعل المسرحي في المجتمع.
طاقم عمل متكامل يحمل شغف المسرح
ساهم فريق عمل متكامل في نجاح هذا العرض المسرحي، حيث جمع بين خبرة الأعضاء وشغفهم بالمسرح. ضم الطاقم مجموعة من الفنانين الموهوبين، منهم عبدو الفلالي، صرح الحمليلي، نبيل البوستاوي، عادل اضريسي، المصطفى غانيم، وشيماء خيي، الذين تميزوا بأدائهم الممتع. كما قدم طه كبيري سينوغرافيا غنية بالأبعاد البصرية، بينما عمل إدريس سهيل وصباح لزعر على التنفيذ الفني ، وتولى هشام هشيمي تصميم الأقنعة. في الجانب الموسيقي، أبدع عبد السلام غيور في تأليف الموسيقى التي أضافت أجواءً مفعمة بالحيوية، فيما قدمت جناة برجدي، سلوى المطيري، وآية البحراوي أداءً غنائيًا أضفى بريقًا إضافيًا على المسرحية.
بهذا العمل الإبداعي، تثبت فرقة "أبو الهيثم" أنها ليست مجرد فرقة مسرحية، بل مشروع ثقافي يسعى إلى إرساء مسرح تربوي يحمل رسائل هادفة، ويشجع التفاعل الإيجابي مع الجمهور المحلي في بني ملال وخارجها.