أخر الأخبار

النسخة السادسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب

 






ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، في نسخته السادسة عشرة المقرر تنظيمها في الفترة من 22 إلى 28 أبريل بمكناس.

و سيحضر موضوع التغيرات المناخية وأهمية إرساء نظم إنتاج فلاحية مستدامة وقادرة على الصمود، لاسيما في ظل السياق الراهن المتسم بالتحديات المتعلقة خصوصا بالإجهاد المائي وعجز التساقطات المطرية.

 

كما أن من شأن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يقام على مساحة تفوق 12 هكتارا، أن يشكل منصة حقيقية للتبادل وتقاسم الخبرات بالنسبة للخبراء والمهنيين القادمين من 70 دولة مشاركة، بما في ذلك إسبانيا ضيف شرف هذه السنة، وكذا مناقشة مختلف المواضيع التي تهم على وجه الخصوص سبل التكيف مع التغيرات المناخية، ودور الابتكار، واستخدام التكنولوجيات في القطاع الفلاحي، فضلا عن استدامة وصمود النظم الفلاحية.

 

ويهدف هذا المعرض إلى أن يكون أيضا واجهة حقيقية لتعزيز تنوع وثراء منتجات الأراضي المغربية والحرف المحلية والمنتجات الفلاحية. وبهذا، تستفيد التعاونيات والمجموعات الاقتصادية وكذا الجمعيات من هذا الحدث للرفع من رقم معاملاتها والترويج لمنتجاتها.

 

علاوة على ذلك، فإن مشاركة هؤلاء الفاعلين الاقتصاديين في هذا المعرض تتيح لهم فرصة تسويقية مواتية قادرة على تعزيز سمعة مؤسساتهم وزيادة حضورهم في السوق الوطنية والدولية. ولا يقتصر المعرض على أن يكون مجرد ملتقى فلاحيا؛ بل يشكل أيضا حافزا للتنمية الاقتصادية وتعزيز الهوية الثقافية والحرفية للمملكة.

 

وموازاة مع ذلك، يرتقب أن يتضمن البرنامج العلمي للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024 تنظيم ندوات رفيعة المستوى ينشطها خبراء وطنيين ودوليين بارزين من أجل مناقشة التحديات الراهنة والحلول المبتكرة في المجال الفلاحي. ويتعلق الأمر، من بين أمور أخرى، بالمؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية (تريبل أ).

 

وبفضل التنوع الذي يزخر به، فإن الملتقى يعرض 12 قطبا موضوعيا، من بينها قطب “الفلاحة الرقمية”، والذي سيقَدم لأول مرة بغرض تسليط الضوء على التكنولوجيات الرقمية القادرة على إعادة الابتكار في مجال الفلاحة. وبحسب المنظمين، فإن هذا القطب، الذي يعتبر تقاطعا ملهما للابتكار التكنولوجي والعالم الفلاحي، يمثل فضاء ديناميكيا لاستكشاف أحدث التطورات الرقمية، والحلول المبتكرة، والممارسات الرقمية الثورية في المجال الفلاحي.

 

وعلاوة على ذلك، سيتوج الملتقى بمنح الجائزة الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي، في نسختها الثامنة، لأجل مكافأة التميز الصحفي في مجال الفلاحة والتنمية القروية، وبالتالي تأكيد التزام الصحفيين في نشر الحقائق حول واقع القطاع الفلاحي وتطوراته وتحدياته.

 

ويَعِدُ المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب لهذه السنة، والذي يشكل مركز الاستراتيجيات الفلاحية الوطنية، بأن يقدم تجربة غنية وفريدة من نوعها لكل المهنيين والزوار.


صيادلة بني ملال يناقشون واقع و آفاق المهنة

 


تحت إشراف والي جهة بني ملال خنيفرة تنظم نقابة صيادلة بني ملال الأيام الصيدلانيّة الثالثة تحت شعار " المهنة، واقع و آفاق" يوم السبت 20أبريل الجاري بالنادي المتعدد التخصصات بمدينة بني ملال.

المنتخب الوطني المغرب ضد نظيره الليبي و عينه على اللقب

 






يواجه المنتخب الوطني المغربي، مساء غد الجمعة، نظيره الليبي، برسم نصف نهائي الدورة السابعة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، التي تقام بالرباط إلى غاية 21 أبريل الجاري، وكله عزم على انتزاع بطاقة التأهل للنهائي في مسعى للظفر بلقبه الثالث في هذه التظاهرة القارية المرموقة، وبالتالي ضمان تذكرة العبور لكأس العالم للعبة المقررة في أوزبكستان. وضمن "أسود القاعة" التأهل إلى المربع الذهبي بعد تصدرهم المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة، من 3 انتصارات حققوها على التوالي على حساب منتخبات أنغولا (5-2)، وغانا (8-3)، وزامبيا (13-0).

من جهته، بلغ المنتخب الليبي دور النصف بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية، حيث جمع 6 نقاط من انتصارين أمام موريتانيا (5-4)، وناميبيا (11-5)، وهزيمة أمام مصر (0-4). وتطمح النخبة الوطنية إلى مواصلة تقديم عروضها القوية خلال هذه الدورة من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، التي تخوضها على أرضها وأمام جماهيرها. وتمكن لاعبو المنتخب، بقيادة الإطار الوطني هشام الدكيك، من فرض أسلوب لعبهم، طيلة المباريات التي خاضوها بقصر الرياضات بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي كانت جنبات مدرجاته تغص عن آخرها بالجماهير، حيث قدموا عروضا فنية جميلة انتزعت إعجاب الجماهير الحاضرة والمتتبعين على حد سواء.

كما أبانوا عن علو كعبهم خلال هذه التظاهرة وعن رغبتهم الأكيدة في إهداء المغرب لقبه الثالث، ومن ثمة انتزاع بطاقة العبور إلى مونديال أوزبكستان عن جدارة واستحقاق. وحقق زملاء العميد سفيان المسرار أرقاما قوية خلال دور المجموعات، الذي أنهوا مبارياته كأقوى هجوم بـ26 هدفا، وأفضل دفاع (5 أهداف)، فيما تلقى المنتخب الليبي 13 هدفا، وسجل 16 هدفا. وبخصوص مباراة نصف النهائي، شدد الناخب الوطني هشام الدكيك على ضرورة "أخذ الحيطة والحذر" لأن الأمر يتعلق بلقاء خروج المغلوب، وفي الآن ذاته يؤهل الفائز إلى كأس العالم، التي "نتمنى خوضها للمرة الرابعة على التوالي".

وقال "نحن واعون بصعوبة المباراة المقبلة وسنقوم بمراجعة المستويات التي قدمناها في دور المجموعات وسنصحح الأخطاء من أجل لعب النصف بكل أريحية". ويلتقي في المباراة الثانية، عن الدور نصف النهائي، غدا، المنتخب المصري بنظيره الأنغولي. وتجدر الإشارة إلى أن المنتخبات التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى في هذه المنافسة تتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة (فيفا) التي ستقام ما بين 14 شتنبر و 6 أكتوبر 2024 في أوزبكستان.


مسرحية غيثة بالمركز الثقافي بني ملال غذا الجمعة

 





موعدكم يوم غد الجمعة 19 أبريل 2024 على الساعة السابعة والنصف مساء بالمركز الثقافي بني ملال مع العرض المسرحي " غيثة " لفرقة آدرتميس للفنون.
تأليف: عادل الضريسي
دراماتورجيا: إدريس الروخ
تشخيص: حنان خالدي، عبد الله شيشة ورضى رضوان.
الدعوة عامة وحسب الطاقة الإستيعابية للقاعة.

توقيف خمسة أشخاص بينهم سوري في قضية الهجرة والاتجار في البشر

 





أوقفت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس بناءً على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الأربعاء، خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة سيدات ومواطن سوري مقيم بالمغرب، وذلك للاشتباه في تورطهم في النصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة والاتجار في البشر.

 

وأوضح مصدر أمني أن الأسلوب الإجرامي المعتمد من قبل المشتبه بهم يتمثل في استدراج الضحايا وسلبهم مبالغ مالية، سواء مقابل وعود كاذبة بتزويدهم بعقود عمل، أو الوساطة لفائدتهم في الحصول على عقود عمل وهمية بالخارج لتسهيل استغلالهم لاحقا من قبل شبكات الدعارة والجريمة المنظمة الدولية.

 

وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل منهم.


المنتخب المغربي للفتيان يتعادل مع الجزائر

 






تعادل المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة مع نظيره الجزائري، في افتتاح بطولة شمال إفريقيا التي تحتضنها الجزائر من 16 إلى 27 أبريل الجاري.
 
وتقدم “الأشبال” في الدقيقة 70 بهدف من اللاعب بلال وزراري، قبل أن يتعادل الخصم في آخر دقيقة من المباراة، عن طريق اللاعب يوسف عمراني بوزيان.
 
ويواجه المغرب في هذه البطولة، منتخب تونس يوم السبت القادم، وليبيا يوم 22 من الشهر الجاري، على أن يلاقي مصر بعدها بيومين.

انطلاق أشغال الدورة الـ33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لإفريقيا

 




انطلقت اليوم الخميس بالرباط، أشغال الدورة الـ33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لإفريقيا تحت رئاسة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.

ويشكل هذا المؤتمر، المنظم تحت رعاية المملكة المغربية على مدى ثلاثة أيام، مناسبة هامة للدول الإفريقية لمناقشة الحلول العملية والملموسة للأمن الغذائي وتحسين الإنتاج الزراعي، وكذا تحديد الأولويات مع منظمة الأغذية والزراعة للسنتين المقبلتين بهدف تحقيق تغيير مستدام في النُّظم الغذائية والزراعية في جميع أنحاء القارة.

كما سيمكن المؤتمر، المنعقد تحت شعار "نُظم غذائية وزراعية مرنة وتحولات قروية شاملة"، الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى من تبادل أفضل الممارسات واستكشاف الشراكات ومناقشة الفرص، فضلا عن تقديم توجيهات إقليمية حول تحويل النظم الزراعية والغذائية بإفريقيا.

ويتضمن برنامج هذا الحدث الهام موائد وزارية مستديرة، وإطلاق إصدارات جديدة لمنظمة الأغذية والزراعة وتنظيم فعاليات خاصة حول عدد من المواضيع، على غرار تحفيز استثمارات القطاعين العام والخاص عن طريق تمويل النظم الغذائية والزراعية المرنة، والتحول الأزرق في إفريقيا، وإمكانات الأغذية المائية، إضافة إلى المحركات والمحفزات المؤدية لتحويل النظم الغذائية والزراعية في إفريقيا.

وستركز المناقشات على الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031، والذي يعتبر خارطة طريق تروم المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال القضاء على الفقر والحد من المجاعة وتقليص أوجه عدم المساواة، وذلك بدعم التحول نحو منظومات غذائية وزراعية أكثر نجاعة وشمولا ومرونة واستدامة من أجل إنتاج وتغذية وبيئة أفضل.

وتعرف هذه المنصة الإقليمية الاستراتيجية المتمحورة حول الأمن الغذائي والتنمية القروية في إفريقيا، مشاركة وزراء من الدول الإفريقية الأعضاء وممثلي البلدان المراقبة والاتحاد الإفريقي والمنظمات المانحة، إلى جانب المجتمع المدني والقطاع الخاص.




قافلة طبية في عدة مناطق في كافة التخصصات

 








جمال المحافظ: الصحافة الثقافية لمقاومة التفاهة

 








لم يعرف المغرب الصحافة الثقافية، إلا في وقت جد متأخر بالمقارنة مع نظرائه بالبلدان العربية من قبيل مصر ولبنان وسوريا التي يعود تاريخها بهذا التخصص الإعلامي الى أواسط القرن التاسع عشر. وكانت " العلم" التي تأسست سنة 1946، أول صحيفة مغربية تصدر ملحقا ثقافيا أسبوعيا عام 1969، تلتها " المحرر"، وشكلتا آنذاك ملتقى لاحتضان المفكرين والمثقّفين ليس فقط المغاربة ولكن العرب والأجانب والتعريف بهم وبإنتاجاتهم المعرفية والابداعية.

منذ أواسط السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، توسع الاهتمام بالصحافة الثقافية، بإحداث منابر إعلامية جديدة، عملت بدورها على اصدار ملاحق متخصصة في المجالات الأدبية والفكرية، استلهاما من تجربتي " العلم" لسان حزب الاستقلال ( مشارك في الحكومة ) و" المحرر" التي خلفتها سنة 1983 صحيفة " الاتحاد الاشتراكي" الصادرة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( معارض).

وإذا كانت الصحافة الثقافية، قد اضطلعت - على مدى الخمسين عاما- بمهام التوعية والتثقيف، وشكلت جسرا للتواصل مع مختلف قضايا الإبداع الأدبي والفني داخل المغرب وخارجه، فإنها شهدت - في ظل التحولات التقنية الاجتماعية والإعلامية المتسارعة- تراجعا ملحوظا تعددت أسبابه منها تدنى مستوى المقروئية وانخفاض نسبة رواج الصحف والمبيعات، والتوجه نحو الرقمنة.

الثقافة والهوية

فالصحافة الوطنية المغربية، احتضنت البعد الثقافي منذ تأسيسها في زمن الاحتلال الفرنسي. واعتبر زعماء الحركة الوطنية- الذين كانوا أيضا مثقفين، مبدعين ومفكرين- أن الثقافة سلاح جوهري في الحفاظ على الهوية المغربية ومقاومة المستعمر الفرنسي والإسباني. واستمر هذا الاحتضان للثقافة والمثقفين حتى بعد الاستقلال، وطيلة مرحلة الكفاح من أجل الديمقراطية والحرية. فالصفحات الثقافية والفنية والملاحق الثقافية التي تصدر بانتظام، كانت حينها – حسب الاعلامى و الكاتب الصحفي عبد العزيز كوكاس " مثل منارات مضيئة في زمن سنوات الرصاص خاصة، ومشتلا للنخب المثقفة التي كانت تجد ضالتها للتعبير في الصحافة الوطنية".

بيد أن المجلات الثقافية التي تصدر في المغرب الآن، لا يمكن حصرها بسهولة، كما لا يمكن حصر جغرافيتها في الحواضر كبرى، كما كان عليه الحال في أواخر القرن الماضي. وقال " اختفت تلك المرحلة التي كنا نسمع فقط عن (دعوة الحق، أقلام، آفاق، بيت الحكمة، الثقافة الجديدة، لاماليف، البديل، الأزمنة الحديثة، أمل، علامات، مواقف، مقدمات.. إلخ ، أما الآن أصبحت اللائحة أطول من أن نحصرها في عشرين أو ثلاثين عنوانا، كما يذكر الصحفي والقاص سعيد منتسب.

واليوم نحن شهود على تحولات كبرى، في زمن الاكتساح الرقمي لكل مجالات الحياة، توجد نقط ضوء هنا وهناك، تستوعب أن التكنولوجيا برغم كل أشكال التفاهة التي تسهل نشرها، تعتبر حاملا يمكن الاستفادة منه وتوظيفه للحفاظ على شعلة الثقافة وعلى مساهمة المثقفين في حضورهم وفي مساهماتهم في التحولات الجارية كما يرى كوكاس الذي لاحظ بأن هناك مجموعات عديدة على منصات "واتساب" و" تيلغرام" خاصة بالكتب والفن والسينما والنقاش الثقافي والفكري، تسعى لاستغلال الانتقال من الورقي إلى الرقمي، وتمنح المثقفين والمبدعين في مقاومة التفاهة والإسفاف واستمرار الحضور في الواقع اليوم لمجتمعهم.

الثقافة من الورقي إلى الرقمي

فتعدد العناوين الصحافية التي تعنى بالثقافة يدل، في العمق، على اتساع الاهتمام ب"الثقافي" حتى وإن تولد لدينا اليقين بأن التفاهة حققت انتصارها العارم والشامل وأتت على الأخضر واليابس حسب منتسب صاحب مؤلف " طائر أبيض بأجنحة مؤقتة".

ومن أجل الترافع عن مكانة الثقافة في الممارسة الإعلامية وتوسيع حيزها في المنابر الصحفية، والمساهمة في تطوير شروط ممارسة الصحافة الثقافية، ومساعدة الصحافي الثقافي على أداء مهامه، وتعزيز المشاركة في الإنتاج الإعلامي الثقافي وتقوية أنشطته، تأسست سنة 2019 الرابطة المغربية للصحافة الثقافية الذي يعرب رئيسها محمد جليد الإعلامي الأستاذ الباحث والمترجم عن اعتقاده بأن " ثمة عدة مؤشرات تدل على المركز الثانوي الذي تحتله الثقافة ضمن اهتمامات وسائل الإعلام المختلفة في المغرب".

فأول مؤشر يتبدى من خلال العنصر البشري؛ ذلك أن الأقسام الثقافية في هذه الوسائل لا تتألف من عدد مماثل من الصحافيين والصحافيات، كما في الأقسام السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، يوضح رئيس الرابطة التي تأسست بمبادرة من عدد من الصحافيين المغاربة المهتمين بالشأن الثقافي بوسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية.

ثانوية الثقافة في الإعلام

وأضاف أن المؤشر الثاني فيتجلى في التضحية بالصفحات والفقرات الثقافية في الحالات الخاصة (كالأحداث الكبرى، الملفات الخاصة، الإشهار...)، في حين يتمظهر المؤشر الثالث من خلال أسبقية الإشهار عن المحتوى الثقافي، بل وعن المحتويات الأخرى، حيث غالبا ما يتم إلغاء التغطيات الثقافية لتوفير الحيز للإعلانات وللإشهار، كما يرى جليد الذي يلاحظ نزوع الوسائل الإعلامية المختلفة إلى الاهتمام بجوانب الإثارة، بدل المضامين الفكرية والفنية والإبداعية المختلفة، وهو ما يمثل في نظره "مؤشرا قويا دالا على ثانوية الثقافة في الممارسة الإعلامية".

غير أن تأسيس رابطة وطنية تعنى بالصحافة الثقافية أثر واضح في زيادة الاهتمام بالإعلام الثقافي، إذ أطلقت الرابطة، منذ تأسيسها، نقاشا عموميا، من خلال تنظيمها عدة ندوات وورشات كانت غايتها التحسيس بأهمية الرأي والحدث الثقافيين في الممارسة الإعلامية المغربية حسب جليد.

الأسبقية للاشهار على الثقافة

غير أن زميله سعيد منتسب فيرى أن الصحافة الثقافية - مع الفارق في الاهتمام بطبيعة الحال- ستختفي بالطريقة التي تهدد بها التكنولوجيا الوجود الإنساني نفسه. إلا أنه أردف: " صحيح أن عادات القراءة تغيرت، وصحيح أن الألواح الإلكترونية والهواتف الذكية والحواسيب صارت تقضم يوما بعد يوم المساحة التي كانت للكتاب أو المجلة الورقيين، لكن لا يعني ذلك في نظري، وبأي حال من الأحوال، وخارج أي تحيز نوستالجي، نهاية الصحافة الثقافية الورقية". وأشار الى أن ثمة بعض التغير الذي بدأ يطرأ على مواقف هيئات التحرير من التغطيات والمتابعات الثقافية في وسائل الإعلام، حيث" زادت في السنوات القليلة الماضية، البرامج الثقافية في القنوات الإذاعية والتلفزية، ولو أن الأمر ما يزال محتشما، كونها لا تتعدى بضع دقائق".

الانتصار للاستثناء الثقافي

وفي هذا الصدد لاحظ أنه " بدل أن يقل عدد المجلات الثقافية بفعل "الاجتياح التكنولوجي" زاد عددها، ويزداد كل يوم عبر إقدام مجموعة من المنظمات والجمعيات الثقافية والمؤسسات والجامعية على إصدار مجلات موضوعاتية خاصة بها مع استفادة المجلات الثقافية من الإمكانات الفنية الهائلة التي تتيحها التكنولوجيا على مستوى التصميم والتركيب والإخراج والطباعة مشيرا الى اتساع هامش الاختيار بين التخصصات الثقافية (الآداب، التاريخ، التشكيل، السينما، السوسيولوجيا، الفلسفة، المسرح، علم النفس...إلخ)، وكذا هامش النشر والتسويق والتوزيع (الدعم العمومي، الدعم المؤسساتي الجامعي، الشراكات الدولية، المعارض الوطنية، المعارض الجهوية، المكتبات، الخزانات الجامعية.. إلخ)، علاوة على بروز بعض المبادرات الخاصة في الإنتاج والاستثمار والترويج الثقافي عبر إصدار مجلات ثقافية.

أما محمد جليد فلفت الانتباه الى أن جائحة فيروس كورونا أبانت عن الحاجة إلى حضور الثقافة في الوسائل الإعلامية، ترجم بزيادة نسبية في حضور الوجوه الثقافية، خاصة من المنتسبين إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، في القنوات السمعية والبصرية والصحافة المكتوبة، خاصة خلال فترات توقف الجرائد اليومية والأسبوعية والمجلات عن الصدور.

الصحافة الثقافية رهان صعب

فوظائف الصحافة الثقافية هي في مجملها الوظائف التي تقوم بها الصحافة عموما من إخبار وتثقيف وترفيه، لكن الصحفي مصطفى بوبكراوي رئيس القسم الثقافي بوكالة المغرب العربي للأنباء سابقا، عبر عن اعتقاده الراسخ بأن أوضح أنه " وإذا كانت هناك من خصوصية فهي ترتبط بطبيعة حقل الاشتغال، حيث يلعب الصحافي دور الوسيط بين عالم الثقافة( أحداث إنتاجات وشخصيات ..) من جهة، والجمهور المستهدف من جهة أخرى".

فكلما كان الجمهور المستهدف واسعا، كلما اكتست هذه الوساطة أهمية أكبر وكلما كانت أكثر تعقيدا، مما تكون معه الصحافة الثقافية مطالبة بنقل " الحدث الثقافي" والتعريف ب" المنتج الثقافي" بلغة وقاموس أكثر بساطة أو لنقل أقل تعقيدا من لغة وقاموس الحقل موضوع التغطية الإعلامية مع الحرص في الوقت نفسه على أن لا يصل هذا التبسيط إلى درجة المس بجوهر وقيمة الحدث أو المنتج . إنه التوازن والرهان الصعب للصحافة الثقافية، يؤكد بوبكراوي.

مواطنة واقعية وافتراضية

ويعتبر الجامعي سعيد بنيس أستاذ السوسيولوجيا في جامعة محمد الخامس بالرباط، أنه يمكن بصفة عامة توصيف مستقبل الصحافة المهنية في ظل الثورة الرقمية من خلال جدلية تنبني على أساس أنها صارت تحاكي منطق السيلان - بحسب عالم الاجتماع البولندي زيجموند باومان - حيث أن تدفق المعلومة وليس سرعتها و خضوعها لنخبة سائلة وعائمة، ترتهن بجدلية الربح المادي والحظوة المجتمعية جعل منها صحافة تابعة لقضايا وإشكالات متحكم فيها.

فالعهد الرقمي فتح مجال الصحافة لفئات عريضة من المجتمع، حيث انتقل الأفراد من مواطنين عاديين إلى مواطنين صحافيين من خلال تحول نوعي في طبيعة مواطنتهم حيت تم المرور من مواطنة واقعية إلى مواطنة افتراضية تتأسس على التداول والتفاعل الديجيتالي كمصدر للمعلومة وتداول الأخبار، يوضح بنيس صاحب مؤلف " تمغربيت".

وإذا كان صحيحا أن "الضحل طفا، والعميق توارى"، فإن سعيد منتسب يرى أنه على الرغم من ذلك ف" الحاجة إلى الانتصار لـ"الاستثناء الثقافي"، تجعل[m1] من الصحافة الثقافية هي الحصان الرابح الذي بوسعه مقاومة موجة التفاهة المهيمنة حاليا على الساحة، وهي التي بإمكانها قلب المعادلة التي تراهن عليها السلطة السياسية من أجل فرض " النموذج الواحد"، خاصة إذا كان هذا النموذج مرتبطا ب" القولبة" و"الاستهلاك".

 

جمال المحافظ/ عن صحيفة " الشرق الأوسط"