أشرفت اليوم العاصمة الرباط على توقيع اتفاقيتين في مجال الطرق السيارة، بحضور مجموعة من المسؤولين الحكوميين والممثلين عن المؤسسات المعنية، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للمملكة وتحسين الشبكة الطرقية، بما يتماشى مع التطلعات الكبرى التي يشهدها المغرب على مختلف الأصعدة.
وقد تم التوقيع بحضور السيد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، والسيد خالد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير (Groupe CDG)، إلى جانب السيد محمد الشرقاوي الدقاقي، المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب (Autoroutes du Maroc)، والسيد عبد اللطيف زغنون، المدير العام للوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاولات العمومية.
تتعلق الاتفاقيتان الموقعان بمشروعين هامين في مجال الطرق السيارة، حيث يشمل الأول بروتوكول اتفاق بين الدولة، ممثلة في وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التجهيز والماء، والوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة. كما تتضمن الاتفاقية الثانية، اتفاقية تمويل عملية نزع الملكية من أجل توفير الوعاء العقاري اللازم لإنجاز مشروع الطريق السيار القاري الرابط بين الرباط والدار البيضاء.
يأتي هذا المشروع في إطار منظور ملكي سامي يهدف إلى تطوير شبكة الطرق السيارة في المملكة، ويعد من بين المشاريع الهيكلية التي ستساهم في تحسين حركة المرور بين أكبر مدينتين في المغرب، الرباط والدار البيضاء، وهو ما سيسهم في تخفيف الضغط المروري المستمر بين المدينتين.
من المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير كبير في تعزيز البنية التحتية الطرقية في المنطقة، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الكبرى استعدادًا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي سيشمل المغرب كأحد البلدان المستضيفة. يهدف المشروع إلى تحسين جودة الربط بين المدينتين وتسهيل الوصول إلى المنشآت الرياضية والمرافق الأخرى.
تم رصد غلاف مالي يبلغ 12 مليار و500 مليون درهم لتنفيذ هذه المشاريع، وهو ما يعكس التزام الدولة المغربية بتعزيز البنية التحتية ودعم مشاريع تطويرية كبرى تسهم في تسريع النمو الاقتصادي وتحسين ظروف التنقل.
تتضمن المشاريع التمويلية للطريق السيار القاري الرباط – الدار البيضاء، بالإضافة إلى الطريق السيار تيط مليل – برشيد، إعادة تهيئة عقدتي عين حرودة وسيدي معروف، بهدف تحسين الربط مع الملعب الكبير للدار البيضاء.
تعتبر هذه الاتفاقيات جزءاً من رؤية استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى دعم تطوير قطاع النقل والطرق في المغرب، وهي تهدف إلى تعزيز الربط بين المدن الكبرى وتسهيل حركة المرور وتوفير بيئة مثالية لاستقبال الزوار والمشجعين خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2030.
من المتوقع أن تكون هذه المشاريع إضافة كبيرة للقطاع السياحي والاقتصادي في المغرب، حيث سيسهم تحسين الطرق في تسهيل التنقل وتعزيز التبادل التجاري بين المدن الكبرى، مما يفتح آفاقًا واسعة للنمو والتطوير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق