يشهد المستشفى الجهوي لبني ملال، الذي يُعدّ من أبرز المؤسسات الصحية في جهة بني ملال-خنيفرة، تدهوراً كبيراً في الأوضاع الصحية والإدارية. هذا الوضع قد أثار موجة من الاحتجاجات من مختلف الأطراف، بدءاً من المرضى والمرتفقين، وصولاً إلى الجمعيات والنقابات، مروراً بالأطر الطبية والتمريضية، التقنية، وحتى حراس الأمن الخاص والعاملين بشركات المناولة. الأزمة التي يعاني منها المستشفى تتجلى في اختلالات عديدة تؤثر بشكل سلبي على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، مما يهدد صحة المواطنين ويعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة. وفي ظل غياب التواصل الفعّال وغياب الحلول الجذرية، أصبح المستشفى ساحة للاحتجاجات التي تُهدد استقرار العمل به. في هذا السياق، يمكننا تسليط الضوء على عشرة اختلالات رئيسية تُظهر بجلاء المسؤولية المباشرة للإدارة:
1. نزيف الأطر الطبية والنقص في الموارد البشرية: يعاني المستشفى من هجرة الأطر الطبية في العديد من التخصصات، مما يؤدي إلى نقص حاد في الكوادر الصحية اللازمة لتلبية احتياجات المرضى. هذا النقص يؤثر بشكل مباشر على جودة الرعاية الصحية ويزيد من معاناة المرضى، كما يُعزى إلى غياب التواصل الجيد وسوء المعاملة من قبل الإدارة.
2. طرد حراس الأمن الخاص: أدى قرار طرد عدد من حراس الأمن الخاص، الذين يقضون أيام البرد الشديد ورمضان المبارك في معتصمهم داخل المستشفى لأكثر من اربعين يوما ، إلى زيادة الاحتقان الاجتماعي داخل المؤسسة. القرار الذي وصفه العاملون والنقابيون بغير المبرر أسهم في تأجيج الوضع، وأدى إلى تضامن واسع من قبل النقابات والجمعيات.
3. نقص الأدوية وغياب بعضها: يعاني المستشفى من نقص في الأدوية، بل أن بعض الأدوية غير موجودة، مما يضطر المرضى إلى جلب الأدوية الأساسية من الخارج. هذا النقص يؤثر على قدرة الأطباء في تقديم العلاج المناسب للمرضى.
4. مشاكل في بيت الموتى: يعاني بيت الموتى من مشاكل عدة، خاصة في فترات الذروة مع ارتفاع عدد الوفيات، مما يؤدي إلى نقص في احترام حقوق الموتى. يضاف إلى ذلك، غياب الصيانة اللازمة والتي أدت في بعض الأحيان إلى انبعاث روائح كريهة نتيجة تحلل الجثث.
5. الأجهزة الطبية المعطلة: تشهد المستشفى أعطالاً متكررة في العديد من الأجهزة الطبية الضرورية، ما يعرقل تقديم الرعاية الصحية بشكل فعال. في الوقت ذاته، تركز الإدارة على إصلاح المسكن الوظيفي بدلاً من الانشغال بصيانة الأجهزة الطبية.
6. أزمة التغذية للأطر الطبية: تدهورت أوضاع التغذية المخصصة للأطر الطبية والتقنية، مما أدى إلى تدهور مستوى راحتهم وقدرتهم على أداء مهامهم بشكل فعّال. كما أن الوجبات المقدمة للمرضى لا تلبي هي الاخرىاحتياجاتهم الصحية، مما يجبر بعضهم على جلب الطعام من الخارج.
7. غياب التواصل بين الإدارة والموظفين والمرضى: منذ تولي المديرة الجديدة، عانى المستشفى من غياب تام للتواصل بين الإدارة والأطر الطبية والمرضى، مما أدى إلى سوء فهم حول الاحتياجات والمتطلبات. في الوقت نفسه، تم رصد المديرة وهي تشارك في اجتماعات غير صحية، وهو ما أثار استياء العاملين.
8. تعطل الأجهزة الطبية وعدم تشغيل بعض الأنظمة: تعاني المستشفى من تعطل بعض الأنظمة الطبية الهامة مثل جهاز السكانير وعدم تشغيل جهاز الرنين المغناطيسي. هذا يعقد عملية تشخيص الأمراض، رغم الدعم الذي يتلقاه المستشفى من المجالس المنتخبة.
9. سوء الرعاية في قسم الأمراض النفسية: يعاني قسم الأمراض النفسية من تدهور في مستوى الرعاية الصحية، حيث تم توقيف إحدى الجمعيات التي كانت تقدم المساعدة للمرضى. هذا القرار يثير تساؤلات حول خلفيته وأثره على جودة الرعاية في هذا القسم.
10. ضعف كفاءة التسيير الإداري: يشير العديد من المحتجين إلى غياب الكفاءة في التسيير الإداري للمستشفى، مما يعوق حل المشكلات والتحديات التي تواجه المؤسسة.
إن الوضع الحالي في المستشفى الجهوي لبني ملال يتطلب تدخلاً عاجلاً لإصلاح الاختلالات المذكورة. ينبغي اتخاذ إجراءات عملية لتحسين الوضع، مثل تعيين إدارة جديدة ذات كفاءة في التسيير الصحي، توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، إصلاح الأجهزة المعطلة، تحسين التغذية، وتعزيز التواصل بين الإدارة والموظفين والمرضى. من خلال هذه الإجراءات، يمكن تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة في المستشفى وضمان الرعاية الصحية الجيدة للمواطنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق