شكلت
رهانات خفض سعر الفائدة الرئيسي، وحفل توزيع جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم،
والإحصاء العام للسكان والسكنى، أبرز المواضيع التي تناولتها افتتاحيات الصحف
الوطنية الصادرة اليوم الخميس.
وهكذا، كتبت صحيفة "لوبينيون"
أنه في الوقت الذي توقع معظم المحللين الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير،
فاجأ مجلس بنك المغرب الجميع، نهاية هذه السنة، بمنح دفعة للمقترضين من خلال خفض
سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس إلى 2,5 في
المائة.
وأوضح كاتب الافتتاحية أنه أمام كبح جماح خطر التضخم، وجب على
البنك المركزي أن يفتح الباب على مصراعيه أمام السياسة النقدية لتحفيز الاستهلاك
والاستثمار، مشيرا إلى أن خفض سعر الفائدة الرئيسي سيجعل الائتمان أكثر سهولة وأقل
تكلفة، وهو ما سيشجع المقاولات على الاستثمار وخلق فرص العمل.
ويرى أن خفض سعر الفائدة الرئيسي جاء في الوقت المناسب، خاصة
وأن الحكومة تستعد، من خلال قانون المالية لسنة 2025، لرفع مجهود الاستثمار العمومي إلى مستوى غير مسبوق بلغ 340 مليار
درهم، مستبعدا أي "حسابات سياسية" وراء هذا القرار، حتى وإن كانت
الحكومة ستنظر إلى خفض سعر الفائدة على أنه "هدية نهاية هذه السنة"،
لكونه يدعم استراتيجيتها لإنعاش الاقتصاد.
وأضاف أن الولوج الميسر للتمويل البنكي قد يساهم، ليس فقط في
تسريع المشاريع الطموحة التي تقودها الدولة استعدادا لتنظيم كأس العالم 2030
والاستراتيجيات القطاعية الأخرى، بل أيضا في تعزيز نمو الناتج الداخلي الخام،
والمساهمة في تقليص معدلات البطالة.
من جهتها، كتبت صحيفة "ليزانسبيراسيون إيكو" التي
تناولت موضوع حفل توزيع جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أقيم الإثنين
الماضي في مراكش، أن حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ورئيس الكونفدرالية
الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، تحت قبة قصر المؤتمرات المرموق، لم يكن حدثا عابرا،
إذ أن حضورهم، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة، من بينها رئيس نادي باريس سان
جيرمان، يعكس الأهمية المتزايدة للمغرب على الساحة الكروية العالمية.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أنه بالرغم من خيبة أمل المشجعين
المغاربة، الذين كانوا يأملون تتويج أشرف حكيمي بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية،
إلا أن الانتصار الحقيقي قد تحقق بشكل آخر.
وأضاف أنه على هامش هذا الحفل، تم التوقيع على اتفاقية تاريخية
مع رئيس الحكومة المغربية، تكرس قرارا هاما، يتمثل في اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم
الرباط لإحداث مكتب إقليمي له، وهو ما يشكل اعترافا إضافيا بالمكانة الاستراتيجية
التي تحتلها المملكة في كرة القدم الإفريقية.
ولفت إلى أن كبار المسؤولين، وهم بين أروقة قصر المؤتمرات، لم
يخفوا حماسهم واصفين المغرب بـ"مركز كرة القدم الإفريقية"، معتبرا أن
هذا الحفل لم يكن مجرد حدث رياضي، بل كان أيضا، وبالدرجة الأولى، "استعراضا
باهرا" لقوة الدبلوماسية المغربية.
أما صحيفة "ليكونوميست" فشددت على الأهمية الاستراتيجية
للإحصاء العام للسكان والسكنى، باعتباره وسيلة أساسية لاتخاذ القرارات المتعلقة
بالسياسات العمومية، مشيرة إلى أن البيانات التي يتم جمعها ستمكن من تخطيط وتنفيذ
المشاريع الكبرى والصغرى التي تهم المواطنين.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن الأرقام التي كشف عنها إحصاء سنة
2024 تعزز وتؤكد استنتاجات سابقة أبانت عنها عدة دراسات، من بينها تباطؤ النمو الديموغرافي،
وانخفاض معدل الخصوبة، وتقلص حجم الأسر، والتركيز السكاني في بعض المناطق، كما
كشفت هذه الأرقام عن معطيات إيجابية تتمثل في وجود مساكن أكثر حداثة مجهزة بأفضل
البنيات التحتية الاجتماعية الأساسية.
وأضاف أن المندوبية السامية للتخطيط سلطت الضوء، أيضا، على
التحديات التي تواجهها المملكة، مثل تراجع معدل النشاط وارتفاع معدل البطالة، وهو
ما يثير تساؤلات مشروعة حول تقييم السياسات العمومية وإعادة ضبطها، مشيرا إلى أن هذه
الاستنتاجات والحقائق يجب معالجتها اليوم بشكل جاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق