الرباط (ومع)
شكلت تداعيات قرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وسوق السيارات الكهربائية، أبرز المواضيع التي تناولتها افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين.
وفي معرض تعليقها على قرار محكمة العدل الأوروبية المتعلق بإلغاء اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ترى صحيفة "لوبينيون" أن هذا القرار يعد "تعبيرا صارخا على ازدواجية السياسات الأوروبية تجاه إفريقيا بشكل عام وتجاه بلادنا بشكل خاص".
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن المغرب باعتباره جارا مباشرا ومتاخما للفضاء الأوروبي، يعد شريكا مفيدا ومهما وفعالا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القضايا الخطيرة المتعلقة بالأمن والهجرة التي تهدد حدود أوروبا.
وسجل أن المغرب يعد، أيضا، زبونا ممتازا عندما يتعلق الأمر بإجراء صفقات تجارية معه، وتصريف المنتجات والسلع الأوروبية له، لكنه يصبح "التعامل معه صعب" عندما يتعلق الأمر بمصالحه السياسية والتجارية.
ولفت إلى أنه بالرغم من الاختلال الواضح في توازن القوى، تدعو المملكة دائما إلى التحلي بالحكمة والمرونة، متكيفة قدر الإمكان مع هذا الفصام الأوروبي، لتضع نفسها كشريك موثوق به.
وفي السياق نفسه، ترى صحيفة "ليكونوميست" أنه "من الواضح أن هناك تحيزا سياسيا واضحا تحت غطاء العدالة، معتبرة ذلك "خيانة لثقة تاريخية".
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن المغرب لطالما كان موردا جيدا وزبونا مخلصا لعقود من الزمن، منذ أن كان الاتحاد الأوروبي مجرد مجموعة اقتصادية أوروبية مكونة من ست دول، لكن في الوقت الراهن، بعد أن أصبح يضم 27 دولة، "شريكنا وجارنا الرئيسي أضحى فريقا متقلبا، حتى إن أعضائه يشوهون سمعته ويهددون بالانسحاب منه".
وأضاف أن الدليل على ذلك هو رد الفعل السريع لصالحنا الذي أبانت عنه الدول الأعضاء والمفوضين، "وهو ما يسعدنا"، داعيا إلى الاستعداد "لأسوأ العواقب" نتيجة هذا القرار "والتحلي بالمرونة"، مع اختيار "المزيد من تنويع" أسواق التصدير والمزيد من تحويل المحاصيل بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.
أما صحيفة "ليزانسبيراسيون إيكو" التي تناولت موضوع سوق السيارات الكهربائية بالمغرب، فكتبت أن هذه السوق لا تزال في مرحلة البداية، مشيرة إلى أن العقبات التي تواجهها تعتبر نموذجية لعملية الانتقال نحو التكنولوجيا الجديدة، حيث أن تكلفة الشراء المرتفعة ونقص البنية التحتية لشحن السيارات تعدان من بين العقبات الأكثر شيوعا.
وسجل كاتب الافتتاحية أن شبكة الشحن تعد من أبرز التحديات بالنسبة لعديد من الأشخاص، وأن فكرة الاعتماد على المحطات العامة، خاصة عند العيش في شقة دون محطة شحن خاصة، تبقى غير عملية.
ويرى أن هناك غياب حوافز كافية لتشجيع شراء السيارات الكهربائية، إلى جانب عدم اليقين بشأن قيمة إعادة البيع، في سوق لا يزال البنزين مهيمنا بشكل كبير.
وفي هذا السياق، اعتبر أن السيارات الهجينة تبدو حلا وسطا جذابا، مقترحا من أجل تسريع اعتماد هذه التكنولوجيا، ضرورة قيام المسؤولين بتشجيع هذه العملية بشكل أكبر، من خلال وضع حوافز ضريبية وتطوير شبكة شحن أكثر كثافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق