(ومع) شكلت مسألة ارتفاع التداول النقدي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وتقرير الخمسينية أبرز المواضيع التي تناولتها افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين.
ففي معرض حديثها عن إشكالية التداول النقدي، كتبت صحيفة "ليزانسبيراسيون إيكو" أنه أمام تداول 400 مليار درهم نقدا، تواجه الدولة تحديات فيما يتعلق بالأمن وإدارة المعاملات، وهي إشكالية تم تسليط الضوء عليها خلال ندوة عبر الإنترنت نظمتها مؤخرا الفيدرالية الوطنية لمهن توزيع المنتوجات الواسعة الاستهلاك.
وتسعى المجموعة المغربية للأداء عبر الهاتف المحمول (GP2M)، التي تم إطلاقها بمبادرة من بنك المغرب، إلى عكس الاتجاه السائد وتشجع حلول الأداء الآمنة عبر الهاتف المحمول، وذلك بهدف الحد من استخدام الأوراق النقدية.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أنه مع ذلك، لا يزال استخدام "الكاش" مترسخا في العادات اليومية، حيث يعزى ذلك، جزئيا، إلى عدم الثقة في التقنيات الرقمية وغياب التوعية.
ولفت إلى أن مقاومة التغيير هذه من شأنها أن تعقد من إدماج حلول الهاتف المحمول، بالرغم من المزايا الواضحة المتمثلة في السرعة وإمكانية التتبع وأمن المعاملات.
وكتبت صحيفة "ليكونوميست" التي تناولت أحداث الفنيدق، أنه بغض النظر عن الصورة النمطية التي تربط الهجرة غير الشرعية بالفقر، فقد تحولت الهجرة إلى هوس حقيقي لدى "شباب يفتقد إلى بوصلة توجهه"، مشيرة إلى أن قصص النجاح التي تأثر فيهم هي بالأساس لأبناء الأقارب أو الجيران الذين غادروا على متن "قوارب" ليعودوا بعد سنوات بوضع مالي أفضل.
ويأسف كاتب الافتتاحية على أن مدرسة الفرصة الثانية والتكوين المهني والبرامج العمومية الموجهة لتشغيل الشباب تبقى لغزا بالنسبة لهم.
وحذر من أن غياب نقاش عمومي حقيقي حول الأسباب والعواقب الكامنة وراء ما حدث بالفنيدق قد يزيد من تفاقم أزمة الثقة، خاصة بين الشباب.
وترى صحيفة "لوبينيون" أنه من المفيد اليوم إعادة قراءة "تقرير الخمسينية"، الذي قدم تقييما لخمسين سنة من استقلال المغرب، مسلطا الضوء على نجاحاته وإخفاقاته، ومتطلعا نحو المستقبل، حيث إنه مع اقتراب سنة 2025، تنبأ هذا التقرير بالتحديات الراهنة.
وأشار الكاتب إلى أن هذا التقرير دعا، من خلال إصلاحات تعليمية واقتصادية جريئة، إلى تحويل الفرصة الديموغرافية المتاحة إلى مكسب ديموغرافي، وذلك لأن المغرب "لن يشهد مكسبا مماثلا طوال هذا القرن".
وأوضح أن الأمر يتعلق بتهيئة الظروف اللازمة بحيث عندما يحين الوقت الذي يشكل فيه الشباب غالبية السكان، يتم تحويلهم إلى قوة عمل وابتكار، وبالتالي إلى قوة تدفع نحو تنمية المغرب".
وتابع أنه منذ ذلك الحين، تم تبني هذه الفكرة من قبل العديد من المعلقين والخبراء، ولكن للأسف، لم يتم دمجها في السياسات العمومية، لذا فإن هذه الفرصة السانحة تنقلب الآن ضدنا.
ويرى أنه من المحتمل أن يؤكد الإحصاء العام للسكان والسكنى، الذي يجري حاليا، على أن هذه الفرصة السانحة بدأت تنعدم وأن بلدنا يشيخ بشكل أسرع من البلدان الأخرى في المنطقة، حيث أن معدلات الخصوبة في انخفاض حاد.
وأكد أنه لتصحيح المسار، سيتطلب الأمر شجاعة وإصرار كبيرين، وقبل كل شيء، الرفض القاطع لترك مستقبلنا يفلت من بين أصابعنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق