(ومع)
شكلت رهانات الإحصاء العام للسكان والسكنى،
وتداعيات مقاطعة طلبة الطب للامتحانات، وقطاع المقاولات في المغرب، أبرز المواضيع
التي تناولتها افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء.
كتبت صحيفة "ليزانسبيراسيون إيكو" بخصوص رهانات الإحصاء العام للسكان
والسكنى، الذي بدأ يوم الأحد، أنه وراء بيانات الإحصاء لسنة 2024 تكمن مسألة حاسمة
تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي. بالنسبة لصانعي القرار، فإن هذه البيانات ليست مجرد
خريطة بسيطة للسكان، ولكنها ستكون بمثابة دليل أساسي.
وأوضح كاتب الافتتاحية، أنها أيضا ستوجه الاستثمار في البنية التحتية والصحة
والتعليم، وستمكن من تعديل السياسات الاجتماعية لتستجيب للاحتياجات الحقيقية
للمغاربة.
وأكد أنه لهذه الغاية، يعتقد أن هذا الإحصاء هو دعامة للديمقراطية، ويضمن توزيعا
أكثر عدلا للموارد وتمثيلا أفضل للمواطنين في المؤسسات.
وأشار إلى أن أحمد لحليمي العلمي، المندوب السامي للتخطيط ، أوضح، أن الاحصاء لا
يهدف إلى المساس بحقوق المغاربة، ولا التدخل في المساعدات الاجتماعية للأسر الهشة.
وقال إن لوجيستيك هذه العملية في غاية الأهمية، خصوصا بمشاركة 55 ألف مشارك،
معظمهم من الشباب وحاملي الشهادات، وأدوات حديثة مثل الأجهزة اللوحية الرقمية،
بهدف الحصول على بيانات موثوقة قريبة من الواقع قدر الإمكان.
وأبرز أن هذا الإحصاء يهدف إلى أن يجسد صورة "لمغربنا سريع التغير، كما يمثل
أداة مهمة ستمكننا من توقع التحولات المستقبلية".
وفي سياق آخر، كتبت صحيفة "لوبينيون" بخصوص عواقب مقاطعة طلبة الطب
للامتحانات، أن الحكومة التي تريد أن تتجنب بأي ثمن السيناريو المخيف المتمثل في
سنة بيضاء، والتي ستسفر عن عواقب اجتماعية ومؤسساتية لا يمكن قياسها، والتي تقترح
دورة تعويضية جديدة تبدأ في 5 شتنبر.
وأضاف كاتب الافتتاحية، أن أصحاب البدلات البيضاء المستقبليون من جانبهم يرفضون
الاستسلام، بل إنهم مستعدون لإعادة السنة إذا لم يستجب وزير التعليم العالي والبحث
العلمي والابتكار لمطالبهم، لا سيما ما يتعلق بالقضية المحورية المتعلقة بمدة
التكوين التي تريد الحكومة تقليصها من 7 إلى 6 سنوات.
وتابع أنه وباعتماد مثل هذا الإجراء، ستتمكن السلطات المعنية من حل أزمة الموارد
البشرية التي يعاني منها قطاع الصحة، حيث يشن المهنيون إضرابا تلو الآخر، تنديدا
بتكثيف أعباء العمل.
وأشار إلى أن الطلبة الذين يطمحون إلى الأفضل متخوفون بشكل مشروع من التأثير
المحتمل لهذا القرار على حياتهم المهنية، خاصة إذا كانوا يرغبون في التكوين أو
العمل أو القيام بالبحوث العلمية في الخارج.
وأكد أن الفكرة هي الدخول في حوار جاد مع هؤلاء الطلبة، الذين هم أول المتأثرين
بالإصلاح، ومحاولة إقناعهم برهانات البنية الأكاديمية الجديدة التي تدعو إليها
وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة كثيرا.
من جانبها، توقفت صحيفة "ليكونوميست"، التي تطرقت الى حالة المقاولات في
المغرب، أن 5 في المائة فقط من المقاولين المؤسسين والمحتملين ينجحون في تطوير
أعمالهم، والتي يمكن أن تخلق في المتوسط 100,000 وظيفة سنويا على المستوى الوطني،
وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة التمويل التابعة للبنك الإفريقي للتنمية.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن حقيقة المقاولة لايمكن أن تنشأ بنقرة إصبع، لأن
الكثيرون يدخلون في هذا المجال بدافع الضرورة، من خلال المقاولات الصغيرة والصغيرة
جدا، في القطاعات والأنشطة ذات الإنتاجية المنخفضة، أو يدخلون فيه وهم متحمسون
للنجاح.
وأبرز أن للمغرب نصيبه من قصص النجاح، ولكن هناك أيضا العديد من القصص الناجحة
التي انتهى بها المطاف في الهاوية بسبب الافتقار إلى بعض معايير المواكبة أو
إهمالها، وخطط الأعمال مستدامة، والتكوين والوصول إلى التمويل.
وأوضح أن جميع النظريات تظهر أن ريادة الأعمال هي المحرك الرئيسي لخلق مناصب الشغل
والنمو الاقتصادي، لأن خلق المقاولات يعني منتجات وخدمات وأسواق جديدة، وبالتالي
الإنتاجية والابتكار والمنافسة.
وخلص إلى أن ذلك يعني أيضا إيجاد بيئة مواتية ومستمرة وسياسات دعم مواتية ومستمرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق