البوليساريو” تواجه شبح التفكّك.. انفلات أمني وهروب جماعي من المخيمات

 





اشارت تقارير إعلامية إلى أن قادة جبهة البوليساريو الإنفصالية، يعيشون منذ أسبوعين تقريبا، على وقع حالة من الرعب الشديد، وذلك على خلفية تناسل عدد كبير من الرسائل والتدوينات التي يدعو أصحابها عموم سكان مخيمات الذل والعار بتندوف إلى الهجرة والنفير الأكبر، فرارا من جحيم الأوضاع القاسية واللا إنسانية التي يرزحون فيها منذ عشرات السنين.

وارتباطا بالموضوع، أكد منتدى “فورساتين” المهتم بقضايا المخيمات، أن هذه الاخيرة تشهد منذ أسبوعين تناسل عدد كبير من الإعلانات الفردية والجماعية التي يحرض دعاتها على الهروب من المخيمات بأي ثمن، مشيرا إلى أن العملية تتم بدون تنسيق بين الأطراف، قبل أن يؤكد أن تطبيقات التراسل الفردي من قبيل “واتساب”، ضجت بعدد كبير من رسائل متبادلة بين أشخاص ومجموعات من جهة وعائلاتهم وذويهم من جهة، تؤكد رغبة أصحابها في مغادرة مخيمات تندوف بأي ثمن وتحت أي غطاء، وبأي وسيلة ومهما كانت العواقب.

في ذات السياق، أكد المنتدى سالف الذكر عبر تدوينة نشرها عبر صفحته الفيسبوكية، أن عدوى الهروب وصلت أهم مؤسسات البوليساريو وهي المؤسسة العسكرية، موضحا أنه بعد إعلان محسوبين على ميليشياتها بشكل صريح عن بحثهم على مساعدة للعبور إلى الضفة الأوروبية، قبل أن يؤكد أنه: “منهم من تعدى كل الخطوط الحمراء معلنا عن نيته صراحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك (الهدف الحلم)، ومنهم من تجرد من الخوف ونشر بشجاعة صوره بالزي العسكري للبوليساريو من النواحي العسكرية، وهي خطوة جريئة وغير مسبوقة على الإطلاق، كشفت حجم التفكك الحاصل داخل مؤسسات البوليساريو، والذي استفحل ليصل إلى أهم دعائمها وأركانها”، وفق تعبير المنتدى.

وتابع ذات المصدر قائلا: “من جهة أخرى، انطلقت قبل 15 يوما، رحلة هروب جماعي لعائلات وذوي قياديين إلى خارج المخيمات تحت غطاء (حرارة الصيف) والاستجمام كما جرت العادة”، مشيرا إلى أن الأمر هذه المرة يختلف، ويجري بأشكال مريبة خوفا من المجهول، وكأنه ترحيل قسري جماعي للأهالي والأقارب قبل حلول الكارثة، أو على الأقل استغلال فصل الصيف كفترة ترقب ودراسة للأوضاع بالمخيمات التي تشهد فوضى عارمة وانفلاتا أمنيا خطيرا.

في هذا الصدد، شدد المصدر ذاته على أن حدة الانفلات الأمني بلغت مستويات متقدمة من القتل واعتراض سبيل المارة وقطع الطريق وسرقة السيارات والسطو والهجوم حتى على المؤسسات الرسمية، والأخطر انضمام محسوبين على شرطة و درك البوليساريو للعصابات المسلحة وتورطهم في جرائم بالدليل والبرهان، وهو أمر أثار صدمة واستدعى توجيه طلبات عاجلة من عدد كبير من الساكنة بضرورة التدخل الجزائري والإشراف المباشر لمؤسساتها الأمنية على المخيمات وتأمينها، مع اتخاذ القبائل الصحراوية لإجراأت سريعة لرص الصفوف وتحصين نفسها بالاعتماد على مجموعات قبلية مسلحة طلبا للدفاع عن النفس.

وكدليل على ما سلف ذكره، دعا منتدى “فورساتين” إلى الاطلاع على الصور المنشورة مع المقال، والتي تقدم نموذجا عن الأحداث الأخيرة، حيث أصدرت ما تسمى بـ”وزارة العدل” استدعاء ضبط وإحضار في حق متورطين في جرائم قتل وضرب وجرح، دون فائدة تذكر، ما دفع ذوي أحد القتلى إلى إعلان أخذها القصاص واسترجاع حق دم إبنها المهدور، عبر منح عائلات المتهمين مدة لتقديم أبنائهم، قبل أن تحل الكارثة وتصبح مواجهات مباشرة بين القبائل وسط غياب تام للدولة الوهمية ومؤسساتها الصورية، وهو وضع جديد يحاول العقلاء والحكماء وشيوخ القبائل تفاديه، وتركيز الجهود لمواجهة عصابة جبهة البوليساريو، التي فقدت البوصلة وأصبحت قاب قوسين من الغرق، وهي شهادة واقعية باعتراف قياديين وجهوا نداأت استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في ذات السياق، أكد المنتدى أن القيادي البارز “البشير مصطفى السيد”، شقيق مؤسس جبهة البوليساريو، دعا إلى عقد ندوة شاملة لتدارك الأمور قبل الندم وفوات الأوان، إلى جانب نداء آخر وجهه القيادي وممثل جبهة البوليساريو بأوروبا “أبي بشرايا البشير”، وهي نداأت يقول ذات المصدر، سبقتها استقالات جماعية، وتخلي إعلاميين وأطر بارزة عن مناصبهم، وهروب بعضهم إلى الخارج، ناهيك عن اشتعال السوق السوداء لبيع الفيزات ووصول أسعارها الى مستويات قياسية بل خيالية، والكل يسارع بدعم عائلي أو بيع ممتلكات للظفر بتأشيرة للعبور إلى خارج مخيمات تندوف، التي تشير كل المعطيات الميدانية أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من الغرق الى الأبد، وفق ما أكده ذات المصدر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق