اهتمامات افتتاحيات الصحف اليومية

 





 شكل إضراب المستشفيات، ومؤشر استهلاك الأسر، والمخاطر المحدقة بالتمثيلية الديمقراطية في العالم أبرز المواضيع التي تناولتها افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء.

فلدى تطرقها لإضراب المستشفيات، كتبت صحيفة (لوبينيون) أن أطر المنظومة الصحية وجدوا أنفسهم مجبرين على النزول إلى شوارع العاصمة، احتجاجا على ظروف عملهم.

وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن أصحاب الوزرات البيضاء كانوا مستعدين قبل أسابيع قليلة فقط لطي صفحة الاحتجاجات، لكنهم اليوم يلجؤون إلى التصعيد، بل ويهددون بـ "تجميد" أنشطتهم داخل المستشفيات (باستثناء خدمات الطوارئ والعناية المركزة)، خاصة بعد المواجهات الأخيرة مع قوات حفظ الأمن.

وأشارت إلى أن تعليق الإضرابات، بالنسبة للنقابات الأكثر تمثيلية في القطاع، يتطلب قبل كل شيء الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع وزير الصحة، والتي تنص على زيادة الرواتب وتحسين بعض الأوضاع المهنية، مشيرة إلى أن مطالب المهنيين تتجاوز هذه التدابير المرتبطة بـ"الموارد البشرية".

وأبرز كاتب الافتتاحية أن المستشفيات العمومية في بلادنا تعاني من نقص مقلق في البنية التحتية، كما أن الطواقم الطبية، المغلوبة على أمرها، تكافح في جميع الاتجاهات، إضافة إلى الفوضى وانعدام الأمن، الذي ينجم عنهما إحساس بإمكانية التعرض لاعتداءات داخل المؤسسات الصحية.

وأبرز أن هذه الأعطاب تسيء إلى صورة المملكة، التي ترغب أن تكون أول دولة إفريقية تنخرط حقا في مشروع "الدولة الاجتماعية"، رغم الصعوبات الاقتصادية؛ مضيفا أن التكلفة المالية للاتفاق الاجتماعي كبيرة، ولكن مكاسبها تستحق العناء!

وفيما يتعلق بمؤشر استهلاك الأسر، كتبت صحيفة (ليزانسبيراسيون إيكو) أن المستقبل على المدى القصير يبدو أكثر قتامة بالنسبة للأسر، فبعد أن انتعش مستوى الاستهلاك بعد أزمة كوفيد وارتفاع التضخم، إلا أنهم لا يخفون تشاؤمهم من تطور الوضع خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أنه حتى لو أظهر مؤشر استهلاك الأسر تحسنا كبيرا في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، فإن التوقعات للأشهر الـ 12 المقبلة لا تبشر بالخير.

ونقلت عن المسح الاقتصادي الذي تم إجراؤه بهذه المناسبة أن المكونات الرئيسية لمؤشر السوق الدولي المتعلقة بتصور الأسر لتطور مستوى المعيشة والبطالة وفرصة اقتناء السلع المعمرة ووضعيتها المالية تكشف عن سيادة آراء سلبية، مضيفة أن نفس الملاحظة مسجلة بالنسبة لمختلف جوانب الظروف المعيشية، مثل الادخار وتطور أسعار المنتجات الغذائية.

على صعيد آخر، اهتمت (ليكونوميست) بالارتفاع المقلق في منسوب العنف السياسي الذي يهدد جوهر مبدأ الديمقراطية القاصي بتوفير إحساس بالعيش في مجتمعات مسالمة.

وأوضحت الصحيفة أن الأمر لا يقتصر على محاولات الاغتيال، فبعض أعمال العنف لا تترك آثار دماء وصورا أيقونية، مثل صورة دونالد ترامب وهو ينجو بأعجوبة من الموت خلال تجمع انتخابي، مشيرة إلى أنه مع الخطابات العنصرية والمعادية للأجانب التي تخللت الانتخابات التشريعية في فرنسا، بالإضافة إلى دعوة الجماعات البيئية المتطرفة إلى تخريب البنى التحتية للرأسمالية، فإن العنف السياسي متعدد الأوجه يكتسح المزيد من المساحات.

وأبرز أن النظام التمثيلي اليوم يواجه تحدي تجديد أدواته ليتوافق مع التوقعات المتطورة للناخبين المواطنين؛ مضيفا أن استعادة الثقة تتطلب تقاربا أعمق بين النواب والممثلين، على أساس فهم أفضل ومراعاة احتياجات المحكومين في قرارات الحاكمين.
 (ومع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق