أقامت سفارات المملكة المغربية بالإمارات
العربية المتحدة وقطر والأردن والبحرين والكويت ولبنان، مساء أمس الثلاثاء، حفلات
استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس
على عرش أسلافه المنعمين.
وخلال هذه الاحتفالات، حرص السفراء المغاربة
على التأكيد على أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق منذ تربعه على العرش
أوراشا إصلاحية كبرى تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية
والرياضية وفق رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة، تحصن الأمة المغربية، وتصون الوحدة
الوطنية والترابية للمغرب، وتراهن على تعزيز قدرات بنياته التحتية وتطورها، وتوسيع
إشعاعه الحضاري جهويا وقاريا ودوليا.
وأبرزوا، في هذا السياق، أن هذا الزخم الإصلاحي
رافقه إرساء نموذج اقتصادي جديد يرتكز على اعتماد مخططات طموحة للتنمية البشرية،
وإنشاء مناطق صناعية حرة، وجذب الاستثمارات في صناعة السيارات والطائرات، وتعزيز
البنى التحتية، مما مكنه من توطيد موقع المغرب ليصبح شريكا ذا مصداقية وقطبا
اقتصاديا وماليا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبخصوص السياسة الخارجية للمملكة، أشار سفراء
صاحب الجلالة إلى أن المملكة كرست تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نهجا دبلوماسيا
مبنيا على الوضوح والطموح في التزام تام بالحوار والحل السياسي للنزاعات واحترام
سيادة الدول ووحدتها الترابية ونبذ الانفصال والإرهاب مع تنويع الشراكات وتغليب
قيم الانفتاح والتسامح والتوافق.
وفي هذا الصدد أوضحوا أن الدبلوماسية الملكية
استطاعت استجلاب تأييد دولي واسع لقضية الوحدة الوطنية، مشيرين إلى ما أضحت تحظى
به المبادرة المغربية للحكم الذاتي من دعم قوي ومؤازرة واضحة من قبل أغلبية دول
العالم من كل القارات، وهو ما يؤكد جدية ومصداقية المقترح المغربي كحل دائم لهذا
النزاع الإقليمي المفتعل.
ففي أبوظبي، أقامت سفارة المملكة المغربية
بدولة الامارات العربية المتحدة، حفل استقبال بهيج ، بهذه المناسبة التي حضرها على
الخصوص ، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بدولة الامارات
العربية المتحدة، وعدد من سفراء الدول العربية والافريقية والأجنبية ،و أعضاء
السلك الدبلوماسي المعتمد بأبوظبي.
وفي كلمة خلال الحفل الذي حضره عدد من أفراد
الجالية المغربية المقيمة بدولة الامارات العربية المتحدة، واستهل بعزف النشيدين
الوطنيين المغربي والاماراتي، أبرز سفير صاحب الجلالة بأبوظبي، السيد أحمد التازي
روابط الاخوة والصداقة المتينة التي جمعت على الدوام بين المملكة المغربية ودولة
الامارات العربية المتحدة، والتي أسس لها المغفور لهما الملك الحسن الثاني والشيخ
زايد بن سلطان آل نهيان، ويرعاها قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس
وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، مذكرا في هذا السياق بالزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك الى
الامارات والتي توجت بإبرام عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة.
كما ذكر السيد أحمد التازي بمذكرة التفاهم
الموقعة في اطار الزيارة نفسها، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،وأخيه سمو
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، مبرزا بهذا
الخصوص أهمية الحفاظ على ركائز الاخوة
والاحترام والتضامن والمساندة المتبادلة التي أسست عليها الروابط المغربية
الإماراتية مع مواصلة العمل على رفع رهانات التجديد والابتكار والانفتاح التي
وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من حيث
البعد الاستراتيجي ومنهاج العمل وأدوات التنفيذ.
وبالدوحة، أقام سفير المملكة المغربية بدولة قطر السيد محمد ستري، حفل استقبال بهيج بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وعرف هذا الحفل ، الذي أقيم بأحد أفخم فنادق
الدوحة الذي زينت واجهاته بألوان العلم الوطني ، حضور عدد من أعضاء الحكومة
القطرية وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالدوحة وشخصيات من عالم السياسة
والثقافة والاعلام الى جانب أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد.
وفي كلمة بالمناسبة ، التي استهلت بعزف
النشيدين الوطنيين لقطر والمغرب ، شدد السيد ستري، على تميز وخصوصية العلاقات التي
تجمع المملكة المغربية ودولة قطر بفضل الوشائج الاخوية بين صاحب الجلالة الملك
محمد السادس وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبالنظر للروابط التاريخية بين
الشعبين الشقيقين المبنية على التقدير والاحترام المتبادل.
وخلص السيد ستري إلى أنه تكريسا لهذه الخصوصية
يستمر التشاور والتنسيق وتبادل زيارات كبار المسؤولين في البلدين لتعزيز التعاون،
مضيفا انه من حسن الصدف أن يتزامن احتفال المملكة باليوبيل الفضي لتولي جلالة
الملك العرش مع تنظيم العام الثقافي المغرب/قطر الذي يشكل فرصة مواتية لنقل نماذج
متميزة من تراث المغرب العريق وحضارته الضاربة في التاريخ وكذا منجزاته وذلك من
خلال برنامج متكامل يتضمن العديد من الفعاليات والانشطة.
وبعمان، أقامت سفارة المغرب لدى المملكة
الأردنية الهاشمية حفل استقبال مماثل تميز بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم على
الخصوص وزير الدولة الأردني وجيه عزايزة ، والسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي
ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الأردن وبرلمانيين ورجال أعمال.
وشدد السيد فؤاد أخريف سفير المملكة المغربية
بالأردن ، في كلمة بالمناسبة، على أن العلاقات بين المملكتين المغربية والأردنية
الهاشمية هي علاقات قوية وتاريخية ومتجذرة، ترتكز على وشائج الأخوة والروابط
المتينة، والتعاون المثمر والتضامن الفاعل والتنسيق والتشاور المستمر، بفضل
الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله
الثاني، اللذان أعطياها زخما قويا ونقلاها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية.
وأوضح أن العلاقات بين البلدين تعد نموذجا
يحتذى به في العلاقات العربية-العربية سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف،
تجاه القضايا التي تهم البلدين بشكل عام.
وأضاف أن هناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين
على مختلف المستويات، "وهو نهج متأصل
وراسخ في علاقاتهما الثنائية، بخصوص الأوضاع في المنطقة العربية والقضايا ذات
الاهتمام المشترك".
ونوه السفير بهذه المناسبة بالموقف الثابت
والراسخ للمملكة الأردنية، بقيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني،
بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشيرا في هذا السياق إلى افتتاح عمان قنصلية عامة
للمملكة الأردنية الهاشمية بمدينة العيون.
وبالمنامة، شهد حفل الاستقبال الذي أقامه
بالمناسبة ذاتها، سفير جلالة الملك بمملكة البحرين، السيد مصطفى بنخيي ، حضور وزراء
في الحكومة البحرينية وسامي المسؤولين الحكوميين البحرينيين وبرلمانيين وشخصيات
سياسية واقتصادية وإعلامية ورجال أعمال من مختلف القطاعات ، ورؤساء البعثات
الدبلوماسية والمنظمات الدولية وأعضاء السلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى ثلة من
أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الخليجي.
وأبرز السيد مصطفى بنخيي، في كلمة بهذه
المناسبة، التي شهدت تغطية إعلامية مكثفة من جميع وسائل الإعلام البحرينية المرئية
والمسموعة والمكتوبة، أن بين المغرب والبحرين علاقة مميزة وفريدة، مشيرا إلى أنها
علاقة قوية وطموحة بفضل رعاية جلالة الملك محمد السادس وأخيه جلالة الملك حمد بن
عيسى آل خليفة، يميزها انسجام الرؤى القائم على المحبة والتضامن والوفاء والذي
تجلت أبرز مظاهره في اعتراف مملكة البحرين بمغربية الصحراء وفتح قنصلية عامة
بمدينة العيون بالصحراء المغربية.
وبخصوص العلاقات الاقتصادية، أوضح السفير أنها
تتحسن بثبات، مؤكدا أن الجانبين يضاعفان الجهد لتنمية التبادل التجاري وتبادل
الاستثمارات، ف"البيئة الاستثمارية بالبلدين جاذبة، وفرص التجارة متنوعة،
وأطر التعاون القانونية وآلياته العملية متعددة، وهناك أفكار مستجدة تتعلق بأنشطة
تجارية وصناعية نأمل أن يفضي التواصل بشأنها إلى نتائج ملموسة".
وبالكويت، أقام سفير صاحب الجلالة لدى دولة
الكويت السيد علي ابن عيسى حفل استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد
العرش المجيد، حضره على الخصوص السيد أنور علي عبد الله المضف، وزير المالية ووزير
دولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، ممثلا للحكومة الكويتية، وعدد من الشيوخ،
إضافة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية ونخبة من كبار الشخصيات
الاقتصادية والإعلامية والفكرية والفنية، وأفراد من الجالية المغربية المقيمة
بدولة الكويت.
وفي كلمة ألقاها خلال هذا الحفل، نوه السفير
ابن عيسى بما شهدته العلاقات المغربية الخليجية، من تحولات مهمة في العقدين ونصف
الماضيين، توجت بإرساء شراكة استراتيجية لبناء تعاون فعال يعكس الأهمية التي
يوليها جلالة الملك محمد السادس وإخوانه قادة المجلس لتطوير تعاون متميز.
وبخصوص العلاقات المغربية-الكويتية، أكد السفير
ابن عيسى على تجذرها ورسوخها، مشيدا بما تحظى به من مكانة خاصة بفضل ما يجمع بين
قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، ومنوها بالموقف الثابت والراسخ لدولة الكويت
الداعم للوحدة الترابية المغربية، وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تؤكده في جميع
المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وأشار السفير إلى ما تم إنجازه هذه السنة من
فعاليات اقتصادية وثقافية هامة، لا سيما تنظيم الأيام التجارية المغربية بالكويت
والأيام الثقافية المغربية بالكويت، اللتان ساهمتا في تعزيز التواصل بين البلدين،
فضلا عن الزيارات المتبادلة التي قامت بها العديد من الوفود المغربية والكويتية
إلى البلدين وهمت مختلف مجالات التعاون.
ومن جانبه، أشاد السيد أنور علي عبد الله
المضف، وزير المالية ووزير دولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، في تصريحات صحفية،
بمتانة وتجذر العلاقات بين دولة الكويت والمملكة المغربية.
وقال إن دولة الكويت والمملكة المغربية
تتشاركان في ملفات اقتصادية عدة، مبرزا وجود تجارب مشتركة مميزة من خلال الصندوق
الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي مول العديد من المشاريع التنموية
بالمملكة في مجال البنيات التحتية.
وأضاف أن الاستثمارات الكويتية في المغرب لا
تقل عن 5ر1 مليار دولار أمريكي تشمل مجالات استثمارية واقتصادية عدة مؤكدا أن دولة
الكويت تنظر للمملكة المغربية بنظرة إيجابية فيما يتعلق بالجانب الاستثماري.
وأوضح أن للقطاع الخاص الكويتي استثمارات كبيرة
ومهمة منوها إلى التاريخ الطويل للكويت في الاستثمار بالمملكة المغربية.
وفي بيروت، نظمت سفارة المملكة المغربية في
لبنان بأحد الفنادق الكبرى وسط بيروت، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة
والعشرين لعيد العرش المجيد، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السيد عبد الله
بوحبيب، ممثلا عن كل من السيد نبيه بري، رئيس مجلس النواب والسيد نجيب ميقاتي،
رئيس حكومة تصريف الأعمال، وسبع وزراء في الحكومة اللبنانية، إلى جانب ممثلي السلك
الديبلوماسي وممثلي الأحزاب السياسية وجميع المرجعيات الدينية المسلمة والمسيحية.
كما عرف حفل الاستقبال، كذلك، مشاركة شخصيات
وازنة في المجتمع اللبناني من وزراء وسفراء سابقين وأعضاء في مجلس النواب ورجال
أعمال ونقباء الهيئات المهنية وثلة من المثقفين والإعلاميين والصحفيين وفاعلين في
المجتمع المدني، بالإضافة إلى وجوه بارزة في الساحة الفنية.
وتميز الحفل بأجواء الأخوة والود التي طالما
طبع العلاقات الثنائية بين المغرب ولبنان وبين الشعبين الشقيقين، حيث قدم المدعوون
أحر تهانيهم وأطيب متمنياتهم بهذه المناسبة الغالية، وعبروا عن تقديرهم للمنجزات
التي حققتها المملكة المغربية في مختلف المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب
الجلالة الملك محمد السادس.
وخلال حفل الاستقبال هذا، ألقى السيد امحمد
كرين، سفير صاحب الجلالة لدى جمهورية لبنان كلمة بهذه المناسبة، أبرز فيها الجذور
التاريخية للعلاقات المغربية اللبنانية مشيرة إلى أنها تميزت على الدوام بسيادة
طابع المودة والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في الدفع بها إلى مستويات أفضل
في كل الميادين تماشيا مع روح الاخوة والتضامن التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي اللبناني فإن
المغرب، يضيف السفير، كله أمل أن يتجاوز لبنان الشقيق الانحباس السياسي الذي طال
أمده، وأن يتوصل الفرقاء السياسيون، في أقرب الآجال، إلى انتخاب رئيس للجمهورية
يُمَكِّنُ لبنان من لعب دوره الطبيعي في الحُضن العربي ويُعَزِّزُ علاقاته في
المحفل الدولي، وما يتبع ذلك من تشكيل حكومة قادرة على انجاز الإصلاحات المستعجلة
والضرورية لتمكين لبنان الشقيق من تجاوز الوضع الدقيق الذي يوجد فيه والعودة إلى
سكة النمو والازدهار في ظل الأمن والاستقرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق