مركز إيواء الأشخاص في وضعية صعبة ، سقف آمن ومنارة أمل

 






يعتبر مركز إيواء الأشخاص في وضعية صعبة في أوناغا (حوالي 24 كيلومترا من الصويرة)، الذي أنشأته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أكثر بكثير من مجرد ملجأ بسيط، فهو استجابة موحدة وملموسة للحاجات الملحة للأشخاص بدون مأوى قار، حيث تقدم لهم ليس فقط سقفا يحميهم، ولكن قبل كل شيء بصيص أمل لتفادي التيه اليومي.

ويسعى هذا المركز الذي تم افتتاحه في شتنبر 2023، إلى أن يكون ملاذا آمنا لأولئك الذين يحتاجون إلى الراحة والاستقرار، من خلال تزويدهم بالموارد الأساسية لإعادة بناء حياتهم واستعادة توازنهم العاطفي واستعادة استقلاليتهم المفقودة.

هذا المشروع ذو الرسالة الاجتماعية القوية، والذي تم إطلاقه في إطار برنامج "مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة" من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يبرهن على الالتزام العميق للمبادرة تجاه الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

وتجسد هذه البنية الاجتماعية، المشيدة على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 220 مترا مربعا، الاهتمام الخاص الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإعادة إدماج هذه الفئات اجتماعيا واقتصاديا، فضلا عن رفاهها الدائم، لمنحها فرصة حقيقية للعيش وإعادة البناء والازدهار مرة أخرى.

ويقدم المركز الذي يضم 20 سريرا، خصصت منها 8 أسرة للنساء و8 للرجال و4 للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، دعما شخصيا، بما في ذلك الخدمات الصحية لتلبية الاحتياجات الطبية المتنوعة، وأنشطة تعليمية وثقافية، فضلا عن التتبع والمواكبة الاجتماعية والنفسية الاجتماعية التي تتكيف مع حالة كل شخص، وبالتالي ضمان الدعم المستمر والفردي.

وتشتمل هذه البنية الحديثة على غرفة استقبال للزوار وأسر المستفيدين، ومكتب إداري، وغرف مريحة، وقاعة علاج، ومرافق صحية مناسبة، بالإضافة إلى المطبخ وقاعة الأكل وغرفة الغسيل، مما يوفر بيئة آمنة للأشخاص الذين يواجهون صعوبات.

وأبرز عبد الهادي الحداد، رئيس "جمعية دار الطالبة والطالب" المسؤولة عن تسيير المركز، أن "نزلاء المركز يستفيدون بمجرد ولوجهم لهذه المنشأة من المرافق الصحية وخدمة تصفيف الشعر لتحسين مظهرهم وملابس جديدة، مما يساعد على استعادة كرامتهم".

وأشاد السيد الحداد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالتزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مولت هذا المشروع بالكامل، مما أعطى فرصة لهذه الفئة الهشة في العيش في وسط يحفظ كرامتهم.

وأكد على أنه "بفضل هذه المبادرة الجديرة بالثناء، أصبح لدى هؤلاء الأفراد الآن الفرصة لإعادة بناء ذواتهم، وترك التشرد وراءهم وبدء حياة جديدة، بعيدا عن مخاطر الشارع"، مشيرا إلى أن العديد من المستفيدين تمكنوا من العودة إلى حضن العائلة وإعادة الاندماج بنشاط في المجتمع.

من جانبها، قالت مديرة المركز حفيظة شلح، إن حوالي 67 شخصا استفادوا من الإيواء والخدمات المقدمة منذ تدشين هذا المشروع التضامني، مما يمثل بداية واعدة لهذه البنية الفريدة بهذه المنطقة القروية.

وأشارت إلى مواكبة المستفيدين بشكل شامل، حيث يستفيدون ليس فقط من الإقامة الآمنة وغير محددة المدة، ولكن أيضا من الدعم الفردي لمساعدتهم على إعادة بناء استقلاليتهم وتصور مستقبل أكثر استقرارا وإيجابية.

وذكرت السيدة شلح، بالاهتمام الخاص الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذه الفئة من المجتمع، مؤكدة على دعم المبادرة القيم لحسن سير عمل المركز والتزامها المستمر بتحسين الظروف المعيشية للأشخاص في وضعية صعبة بالمنطقة.

وتشكل مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة بإقليم الصويرة إحدى الأولويات الكبرى للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لا تدخر جهدا، من خلال العديد من الإجراءات، لتحسين جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة.

ومن خلال هذه الجهود المتواصلة، تهدف المبادرة إلى تهيئة بيئة معيشية تحفظ الكرامة الإنسانية لهؤلاء الأفراد، مع تقديم الدعم الشامل لهم لتعزيز إعادة اندماجهم الفعال في المجتمع.

(ومع)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق