ترأست وزيرة السياحة والصناعة
التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أمس الثلاثاء
بالمتحف الوطني للحلي بقصبة الأوداية بالرباط، افتتاح معرض “الصناعة التقليدية
الفنية: إبداعا وتراثا”، بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد
الاجتماعي والتضامني بالتعاون مع مؤسسة دار الصانع والمؤسسة الوطنية للمتاحف.
ويشكل هذا المعرض جزءا من الدورة
الثامنة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب
الجلالة الملك محمد السادس، والمفتوحة إلى غاية السادس من يونيو المقبل، ليقدم
مجموعة مختارة ل 20 مبدعين متميزين، بالإضافة إلى عرض قطع فريدة من المجموعة
الدائمة الخاصة للمؤسسة الوطنية للمتاحف.
ويتم بهذه المناسبة عرض عدة حرف
كالزليج، والقفطان، والزربية، والمصنوعات الجلدية، والزليج التطواني، والرسم على
الجلود، والحياكة، والمصنوعات الخشبية، والسروج، والآلات الموسيقية وغيرها، والتي
تبرهن على التوازن الذي تتميز به الصناعة التقليدية بين الحفاظ على الأصالة
والابتكار.
وأكدت عمور أن هذا الأخير “يجسد
التزامنا بالنهوض بالصناعة التقليدية على المستوى المحلي والعالمي”، مضيفة أن
“المتحف الوطني للحلي يعتبر المكان الأمثل لتسليط الضوء على الصناعة التقليدية
الفنية، التي تعرف اليوم ازدهارا كبيرا”.
وأشادت عمور بالشراكة مع دار
الصانع والمؤسسة الوطنية للمتاحف التي مكنت من الاحتفاء بكنز التراث الحرفي
للمملكة وتكريم الحرفيين المغاربة، منوّهة كذلك، بتميز أداء القطاع الذي أدر
بنهاية سنة 2023 مداخيل بالعملات الأجنبية بلغت قيمتها 11 مليار درهم، تتوزع بين
صادرات ومبيعات للسياح.
ومن جانبه، أبرز رئيس المؤسسة
الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، الأهمية البالغة لهذا الحدث الذي يساهم في “حفظ
الذاكرة” لتوارثها بين الأجيال القادمة، مبرزا أن هذا المعرض سيتيح لهذه الأجيال
تخليد هذا التراث من خلال إبداع تحف مبهرة بقدر القفاطين بالألوان الفريدة أو
“الزليج” الذي يسحر العالم.
من جهته، أبرز المدير العام لدار
الصانع، طارق صديق، أن هذا المعرض “يعكس رغبتنا المشتركة في الترويج للصناعة
التقليدية المغربية وتسليط الضوء على ثرائها وتنوعها الاستثنائيين”، مشيرا إلى أن
“المعرض يضم أزيد من عشرين من المعلمين الحرفيين والمصممين، في حوار بين القطع
العريقة التي تعود إلى القرن 19 أو أقدم من ذلك، وبين الإبداعات المعاصرة”، مضيفا
أن هذا التجاور بينهما يبرز مدى قدرة الصناعة التقليدية المغربية على التكيف وعمق
تجذرها في الثقافة والتاريخ”.
وبالإضافة إلى المعرض، يتضمن برنامج
هذه التظاهرة تنظيم زيارات لتلامذة المدارس، وورشة تفاعلية مع الحرفيين وسلسلة من
الندوات حول مواضيع معينة، مما يتيح للزوار التعرف على مختلف جوانب غنى للصناعة
التقليدية المغربية، مع تعميق فهمهم للتقنيات الحرفية ودورها في الحفاظ على
الموروث الثقافي المغربي.
وأتاحت هذه الدورة الثامنة
للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية التي تشارف على الانتهاء، والمنظمة تحت شعار
“الصناعة التقليدية، رافعة للتنمية من أجل الاشعاع والحفاظ على التراث المادي
واللا مادي”، للحرفيين المغاربة فرصة لقاء المشترين المهنيين والمهندسين المعماريين
والمصممين وممثلي العلامات التجارية الكبرى ومراكز التوزيع العالمية من خلال تنظيم
مختلف الفعاليات والأنشطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق