تبقى العلاقات المغربية الموريتانية فريدة من
نوعها، ومن أكثر العلاقات بين بلدين التي يصعب تحليلها وترقب مآلها، وذلك
لاعتبارات شتى. لكن في الأيام الأخيرة حصلت سلسلة من الأحداث جعلت البلدين في وضع
مشابه، وعنصر المفاجأة فيها هي الجزائر التي لطالما أثقلت كاهل نواكشوط ودفعتها
إلى الموازنة في علاقتها بين الرباط والجزائر، قبل أن تجعلها اليوم في خندق واحد
مع الرباط.
في الصدد ذاته قال الوزير الموريتاني السابق
ولد أمين: “لا أعتبر ما يحدث إعاقة لمشروع المغرب العربي، في انتظار حل كامل وشامل
لكل بؤر التوتر التي تعيق تطور المشروع. لا بأس أن يتم تأسيس ما هو ممكن بين الدول
بشكل ثنائي، وعلى هذا الأساس فإن أي تقارب بين الإخوة الجزائريين والتوانسة
والليبيين لا ضير فيه، كما لا ضير في أي تقارب بين الجزائر وموريتانيا والمغرب
وموريتانيا؛ المهم أن نسير على الخط وأن نسعى بروح طيبة إلى إذابة الجليد وفتح
الباب لمغرب الشعوب. ومغرب الشعوب لا يمكن أن يبنى إلا بعد تدمير الضغائن والأحقاد
التي خلقها هذا الجو السياسي الموبوء منذ أربعين أو خمسين سنة”.
وأفاد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، بأن
“موريتانيا تعلم أن المغرب لا يمكنه إلحاق الضرر، لذلك تحسب الحساب للجزائر”،
وأضاف أن “المغرب يتقدم بمشاريع واقعية وعملية وقابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى كونه
الامتداد الجغرافي الطبيعي لموريتانيا نحو الشمال، الممتد إلى أوروبا؛ لذلك لا
نستطيع معرفة طبيعة خياراتها… يمكن أن نتفهم أنها يمكن أن توقع اتفاقيات مع
الجزائر في إطار مصلحي وواقعي، لكن مصلحتها واضحة مع المغرب في إطار نسق أطلسي
ساحلي وصحراوي متكامل ومتقدم”.
وذكر الخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير،
أن “المغرب يمتلك عدة أوراق في تعامله مع موريتانيا؛ فرغم ما يقوم به النظام
الجزائري لاستقطابها، خاصة ما يتعلق بسياسة المعابر، تبقى عند المملكة كل المقومات
لنجاح المعبر الذي ستقيمه في السمارة، وسيخرج المدينة من عزلتها كمنطقة شبه مغلقة،
ويرد على ما قامت به البوليساريو من قصف للمنطقة، ويسمح بتنمية المبادلات التجارية
مع موريتانيا”.
“الأيام "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق