نجح المدرب وليد الركراكي في الوصول للهدف المبتغى للمغاربة منذ نهائيات كأس العالم 1986، ورغم كثرة التجارب فيما يتعلق بالمدربين الأجانب لفترات طويلة للمنتخب الشمال أفريقي، لكن النجاح أتى عبر ابن السابعة والأربعين عامًا والذي استلم المهمة خلفًا للمدرب البوسني وحيد خليلوزيتش قبل شهور عديدة من انطلاق مونديال قطر وبالتحديد في 22 غشت 2022.
كان الركراكي قد تميز بعمله مع فريق الوداد المغربي حيث حقق إنجاز تغيب طويلًا عن النادي بقيادته للفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا. وأيضًا كانت له تجارب سابقة مع الجيش الملكي، ومع الدحيل في قطر. لكن المهمة الأصعب كانت عندما تولى قيادة أسود الأطلس في التظاهرة العالمية.
تأهب الركراكي، اللاعب الدولي السابق، بصورة جيدة لهذه المهمة. برغم العديد من الملفات الشائكة التي كان عليه أن يتعامل معها، ولكنه قام بتهدئة الأجواء في غرف الملابس وإعادة بعض اللاعبين للمنتخب. بالإضافة لقدرته على مواصلة تطوير الجيل الجديد.
وشهد منتخب المغرب في النسخة الحالية انضمام عدد من الوجوه الجديدة إلى قائمة الركراكي بالإضافة إلى حوالي سبعة لاعبين شاركوا في نهائيات كأس العالم ٢٠١٨ في روسيا وعلى رأسهم بونو وزياش وحكيمي والنصيري. ولم تحظى المغرب بالفرصة للتألق قبل أربع سنوات حينما كان في قيادتهم المدرب الفرنسي هيرفي رونار. . وقام بتدعيم المجموعة بسفيان امرابط ومزراوي وصابيري وغيرهم ممن أظهروا استعدادية لتقديم الأداء الجيد على الصعيد الدولي
سطر جديد يُكتب في تاريخ المغرب والعرب
أصبح وليد، بعد قيادته للمغاربة للتعادل مع كرواتيا وصيف نسخة 2018، والفوز على بلجيكا ثالث العالم ٢٠١٨ في المباراة التالية بهدفين على موعد من كتابة سطر مهم له، وللمغرب وللمدربين العرب. حيث أصبح أول مدرب عربي يقود فريقه إلى بلوغ الدور التالي من نهائيات كأس العالم FIFA. وهي خطوة ربما تكون هامة للاقتداء بها في المغرب مستقبلًا وعدد من المنتخبات العربية للتعويل من جديد على المدرب الوطني. على غرار ما فعلته بعض المنتخبات من غرب أفريقيا مثل غانا والسنغال والكاميرون. وحتى ما فعلته تونس حينما اعتمدت على المدرب الوطني جلال القادري.
وتحقق الفوز المغربي الثاني على التوالي على حساب كندا بهدفين لهدف لتصعد المغرب كأول مجموعتها برصيد سبع نقاط، بينما تأتي كرواتيا في المركز الثاني برصيد خمس نقاط. وليحقق المدرب المغربي الإنجاز الذي غاب لفترة طويلة. حين نجح في قيادة تلك المجموعة بخبرة لتقديم أداء ذكي وفعال على أرض الملعب. ورغم وجود بعض التجارب الناجحة سابقًا للمدربين الأجانب مع المغرب مثل الفرنسي هنري ميشيل الذي كان قريبًا مع جيل عام 1998 من بلوغ الدور التالي. إلا أن الركراكي كان المدرب الذي كان القدر في صفه ليُكرر انجاز المدرب البرازيلي خوسيه “المهدي” فاريا في مونديال المكسيك 1986، بتأهيل المنتخب المغربي للدور الثاني من البطولة العالمية. رغم المجموعة الصعبة للغاية التي وقع بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق