أطلس 24.
علمت "أطلس 24" أنه تم رسميا تعيين الحاج احمد الدوهو مديرا جديدا للمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال، بعد الإعفاء الذي توصل به الأربعاء الماضي المدير الحالي مصطفى عشيبات بناءا على تقارير وصفت بالسوداء خاصة تلك المرتبطة بتدبير جائحة كورونا، والمشاكل التي أصبحت تعيشها المؤسسة الاستشفائية الأولى بجهة بني ملال خنيفرة.
و وصلت حالة المستشفى إلى شبه شلل بسبب تردي الأوضاع، ضعف الخدمات، سوء التدبير الاداري، إضافة إلى العلاقة التي أصبحت جد مسحونة بين الأطر الطبية والتمريضية مع الادارة بدافع غياب التواصل والأبواب الموصدة ناهيك عن العمل في ظروف غير مهنية، ذلك ما فتح الباب أمام مصراعيه لفئة للتصرف كما يحلو لها، و استغلال المستشفى من طرف غرباء عن القطاع لأغراض شخصية.
هذا ومما زاد ذلك تازما تراكم الأخطاء والاختلالات عدد منها رصدتها تقارير لجان الوزارة الوصية، و تقارير لقطاعات جهوية، نقابية و إعلامية، كما أدى تنامي الإحتجاجات من طرف المرضى و عائلاتهم حول تردي الخدمات بأغلب الاختصاصات و لاسيما مرضى كورونا الذين نفذوا وقفات داخل وأمام المستشفى، جعلهم احيانا ينقلونها أمام ولاية الجهة، و عرف الجناح المخصص لكوفيد غياب المعدات وأقنعة الأوكسجين وتنامي العدوى بالفيروس خاصة داخل أوساط الأطر الطبية، التمريضية، التقنية والشبه التقنية.
و حول هذا الموضوع ذكر المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال خنيفرة في بيان له، كونه “يتابع ببالغ القلق، الوضع الكارثي الذي يعيشه المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، المتمثل في ضعف الخدمات الصحية وقلة التجهيزات، وفي تأخير إجراء العمليات الجراحية ومواعد الفحص، وفي ارتجالية التسيير والتدبير…”.
وأضاف المكتب الحقوقي أن سوء المعاملة والإهمال وتردي الخدمات، كانا سببا في مجموعة من الوفيات، آخرها وفاة مواطن أمام باب المستشفى الذي فارق الحياة بعد طول انتظار في ظروف ماسة بكرامته، مما أثار موجة من الغضب في صفوف عائلات الوفيات الذين نظموا وقفات احتجاجية نددوا فيها بسوء الخدمات.
و في نفس الوقت دعا المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من خلال بيانه، بضرورة تحسين الخدمات الصحية واتخاذ التدابير اللازمة للحد من معاناة المرضى وأسرهم، حرصا على ضمان الحق في العلاج والحق في الحياة، وصون كرامة المواطنين والمواطنات، و استنكر الإهمال والاستخفاف، اللذين يعامل بهما المرضى الراغبون في العلاج بالمستشفى الجهوي ومستشفيات أقاليم الجهة، كما ندد المكتب الحقوقي، باستغلال المصحات الخاصة لظروف الجائحة واستنزاف جيوب المرتفقين والرفع من تكاليف العلاج والاستشفاء.
وشجب نفس البيان استمرار المسؤولين في نهج سياسة الآذان الصماء، وعدم الاستماع لنبض الشارع وتنبيهات المجتمع المدني والتنسيق النقابي، معتبرا ذلك استخفافا بحقوق المواطنات والمواطنين، وضربا لحقهم في العلاج الذي تنص عليه جميع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.
هذا ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبر مكتبها الجهوي، إلى تجويد ظروف وشروط العاملين بالمستشفى الجهوي ومستشفيات أقاليم الجهة، وتوفير أدوات وآليات الاشتغال، والحماية من انتشار العدوى، مع ترتيب الجزاءات عن كل تقصير أو إهمال ومحاسبة المسؤولين عنه بدل الإعفاءات التي تبقى مجرد تستر عما يرتكب في حق المواطنات والمواطنين.
هذا و يعتبر الدكتور الحاج احمد الدوهو المعين حديثا من أبناء إقليم بني ملال و من الأطر التي ابانت على كفاءة و مهنية عالية من خلال تحمله لمسؤوليات سابقة، حيث تولى في وقت سابق مهمة إدارة كل من المستشفى الإقليمي بأزيلال و بعدها المستشفى الجهوي لبني ملال، وكان السبب الأساس في تأهيلهما وإخراجها من حالة الركود، و يعرف المدير المعين حسب شهادات العديد من الأطر و أبناء الجهة بالصرامة، اتخاد المبادرات، الانفتاح على الأطر الطبية في اتخاد القرارات، وابتكار حلول.
ومما يذكر له أنه كان السبب في اخراج المستشفى الجهوي من الأزمة الخانقة التي تسبب فيها سابقوه، بعد العمل على تأهيل مجموعة من الأقسام من خلال خلق الظروف المواتية للعمل، تنمية الموارد، تجويد الخدمات وجلب معدات حديثة للفحص جد متطورة، آليات حديثة للجراحة، جلب أكبر أسطول من سيارات SMUR وغيرها...
فرغم إبعاده عن المسؤولية بعد اغراق الوزير السابق للصحة للمستشفيات و المديريات الجهوية بمسؤولين لدواعي سياسية، ظل الدوهو مجندا لحل مجموعة من الإشكاليات دون تردد كلما طلب منه ذلك، آخرها انخراطه في الحملات المكثفة التي يقودها حاليا رفقة طاقمه للكشف عن فيروس كورونا و التي لقيت تنويها من عدة جهات.
من المتوقع أن يستلم المدير الجديد مهامه في الأيام القليلة المقبلة في مهمة صعبة بالنظر للوضعية التي أصبح عليها المستشفى و التي تتطلب مجهودات كبيرة و انخراط الجميع لتدبير المرحلة الحالية، خصوصا في ظل التفشي الكبير لفيروس كورونا المتحور على مستوى الجهة، وخاصة إقليم بني ملال.
إلى ذلك استحسن عدد كبير من الأطر الطبية والتمريضية عودة المدير إلى إدارة المستشفى الجهوي على أمل إعادة تأهيله و البحث عن حلول للصعوبات التي يتخبط فيها، في الوقت التي قد لا يروق ذلك مجموعة منهم، الذين قد لا يجدوا الفرصة مواتية لتحقيق بعض المصالح الخاصة وبعض الممارسات المشينة التي اعتادوا القيام بها، ولعل الزمن كفيل بكشف خبايا الأمور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق